ثقافة ومجتمع

ثانوية أجيال الدوير والمجموعة الثقافية اللبنانية أحتفلوا بتخريج طلاب الدفعة الـ19 برعاية محافظ النبطية البروفيسورة هويدا الترك

شبكة اخبار النبطية

رعت محافظ النبطية البروفيسورة هويدا الترك الاحتفال الذي نظمته ثانوية اجيال – الدوير والمجموعة الثقافية اللبنانية لتخريج تلامذة شهادتي المرحلتين المتوسطة والثانوية العامة ” الدفعة التاسعة عشر” بعنوان ” جنوب الصمود ، وذلك على ملعب الثانوية في الدوير وبحضور ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب ناصر جابر محمد حجازي، ممثل المنطقة التربوية في النبطية حسن مهدي، رئيس وحدة الانشطة الرياضية والكشفية في وزارة التربية الدكتور مازن قبيسي، رئيسة دائرة برامج التدريب المهني مايا محمود ضاهر، عضو المجلس الاستشاري في حركة امل الدكتور حسين عبيد، عضو مجلس ادارة هيئة الاسواق المالية الدكتور واجب قانصو، الدكتور واجب قانصو، رئيس مكتب التفتيش والانماء الاداري في الجامعة اللبنانية الدكتور وسيم رمال، الدكتور احمد حيدر وعفيف حيدر عن المجموعة الثقافية اللبنانية، مسؤول وحدة الانشطة الرياضية والكشفية في النبطية عبدالله عساف، مدير كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في النبطية الدكتور وسيم عبدالله رمال ، مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية عباس شميساني، والناظر العام محمد معلم، مديرة ثانوية رمال رمال الرسمية الدوير الاستاذة نعم جوني، مدير ثانوية اجيال الدكتور داود حرب،  وشخصيات ومدراء ثانويات ومدارس رسمية وخاصة في المنطقة واهالي الطلاب.

حرب

بعد النشيد الوطني ونشيد الثانوية افتتاحا، ودخول موكب الطلاب المتخرجين ، وكلمة ترحيب وتعريف من الطالب احمد حكمت زين الدين ، قدم طلاب من الثانوية لوحات فنية وفولكلورية ، ثم ألقى مدير الثانوية الدكتور داود حرب كلمة قال فيها : الحضور الكريم، السّادة ممثّلي نواب منطقة النبطية الأعزاء، أصدقاء أجيال وأهلها الكرام،
مساءُ الخير وكل عام وكل أبٍ حاضرٌ بيننا بألف خير، كل عام وكل ساعدٍ أسمر حاضر بيننا بألف خير،
كل عام وكل شابٍ سيصبح أبً في المستقبل بألف خير، والرحمة لكلٍ أبٍ استشهد منذ 7 تشرين دفاعاً عن الجنوب وأهله.
لكل أبٍ بيننا، يخليلنا ياكم ويطوّل بعمركم.
الحضور الكريم، الشخصيات العزيزة والمحترمة،
لي الشرف اليوم بتقديم سعادة المحافظ البروفيسورة هويدا الترك الى جمهورٍ غفير من بلدات النبطية، البعض منكم شهد سعادة المحافظ في مناسباتٍ سابقة، لكن الكثير منكم لا يعرف أن الدكتورة هي أوّل سيدة تتولى منصب محافظ في لبنان، بعد أن تولّت العديد من المهام الإدارية في وزارة الداخلية، ومنها قائمقامية جزين. لكن الأجمل برأيي، هو دورها في التعليم الجامعي، لا يمكن ان تسال أحداً من طلاب معهد العلوم الاجتماعية من أهل النبطية الذين درسوا في صيدا عن الدكتورة هويدا، إلاً ويبادرك بابتسامةٍ وكلماتٍ راقية، “جدّية، بتعلّم، بتهتم، حضورها حلو، وأكيد بتحبّ طلابها”.
نعم، النبطية اليوم، محظوظة بوجودك على رأس المحافظة، وأجيال منوّرة بوجودك معنا.
وبما اننا نتحدّث عن الوجود الأنثوي الفاعل في المجتمع،
أريد أن أستغل فرصة حضورها بيننا اليوم، وأن أشكر أستاذتي البروفيسورة يسرى صبرا، ابنة بلدة الدوير، على كل ما قدمته لي في مسيرتي العلمية، وما قدّمت لكليّات الآداب والتربية في الجامعة اللبنانية، وأنا أقول هنا، ومسؤول عن كلامي، لو أن جميع محافظات لبنان و مؤسساته الرسمية استلمها أشخاص بمهنيّة وكفائة الدكتورتين هويدا ويسرى والمدراء (العاملين المخلصين) الحاضرين بيننا اليوم، لكان لبنان بألف خير، وسيكون إنشاء الله.
دكتورة هويدا، لقد أطلقنا على الدفعة التاسعة عشر تسمية دفعة “جنوب الصمود”، والفقرات التي شاهدناها قبل قليل تدلّ على معدن أهل هذه المنطقة، وقوّة تلاميذنا وصلابتهم، وما يتمتعون به من عزيمة الحياة رغم الوجع الذي نراه يومياً ونحن نفقد أصدقائنا وشبابنا وآباءنا.
وأعتقد أن أهمّ أسباب هذه القوّة موجودٌ في عنوان حفلنا اليوم،
لكم معي أيها الحضور قصةٌ قصيرة اليوم، علّنا نجد فيها بعض الأجوبة.
الأحد الماضي، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو صغير لأهل الجنوب على شاطئ صور، الناس تنعم بالبحر وفي الخلفية سحب الدخان نتيجة القصف،
البعض اعتقدها مزيّفة أو مركبة، لكنها ليست كذلك، في الواقع كانت عنواناً لصمود الجنوبيين واللبنانيين،
لكن حين لفت نظرنا صمود النّاس وعدم اكتراثهم بالعدوان، شاح فكري صوب المكان المستهدف، وولدت في خاطري حكاية صغيرة، حكايةٌ تلّةٍ ووادي.
القصف لمن يعرف جغرافيا المنطقة، كان على تلّة اللبونة فوق الناقورة ووادي زبقين، الذي اشتعلت النيران فيه نتيجة القذائف الفسفورية،
لكنّ الغريب في الموضوع وبعضكم يعلم ذلك، أن تلّة اللبونة ووادي زبقين يتعرضون للقصف منذ 9 أشهر بشكل شبه يومي، وما زال الصمود هو العنوان، وما زالت صواريخ المقاومة تنطلق من هذه التّلة وذاك الوادي.
وسيقوم كلّ منا الآن، في مخليته، بتعداد الأودية التي يعرفها من حدود الجنوب حتى بوابته صيدا،
عدّوا معي تلال وأودية بالجنوب،
من وادي زبقين، لوادي مريمين، لوادي السلوقي، لوادي الحجير، لوادي النميرية لوادي تفاحتا…
لغيرها وغيرها من الوديان التي نسيتها أو لا أعرفها.
إذا وادي واحد بقي صامداً 9 أشهر، كم سيصمد الجنوب وكم سيصمد لبنان، وفيه من التلال والوديان ما فيه، وفيه جبلان شامخان (من بقيّة موسى) تعلو هامتهما فوق السماء الأولى، وفيه أوتادٌ هم شبابنا وشابتنا، 138 وتد، يتخرّجون اليوم، نزرعهم في أنحاء العالم، ليحكوا قصّة صمودٍ عاشوه 9 أشهر في عامهم الأخير في أجيال،
هذه قصّة “جنوب الصمود” التي تقول أنّ لبنان باقٍ أبدَ الدَهر إنشاء الله.
أهلي الكرام، الضيوف الأعزاء، تزيّنت سماء أجيال بحضوركم بيننا،
لكم كل الحب، مني، ومن أجيال وكل الاجيال السابقة واللاحقة.

سلامي

ثم قدم كورال المدرسة باقة من الاغاني الوطنية ، وجرى تكريم طلاب متفوقين ،  وكانت كلمة لرئيس لجنة الاهل في الثانوية حسن سلامي اثنى فيها على جهود الادارة والهيئة التعليمية في ثانوية اجيال على الجهود المبذولة لتحقيق هذا الحصاد من التفوق بين الطلاب ، في ظل ظروف استثنائية جعلوا منها مادة للتحدي ووقودا للاندفاع اكثر نحو الهدف الاسمى وهو النجاح والتألق .

الترك

ثم ألقت راعية الاحتفال محافظ النبطية البروفيسورة الترك كلمة قالت فيها:  في هذه الأيام التي يعيشها أهل الجنوب، الذين يعطون دروسًا وشهادات بالعزة والكرامة والصبر والتحدي، في هذه الأيام التي جاءت بعد ما يزيد عن أربع سنوات عجاف، مر بها اللبنانيون بأزمات متتالية أرهقتهم إقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا، وما رافق ذلك من أزمات مرتبطة على صعيد انهيار عملتنا الوطنية وتبخر أموال المودعين وتعثر الاستثمارات وإيجاد فرص عمل، لا بل تسريح عمال ومستخدمين من شركات ومؤسسات لا تعد ولا تحصى، في هذه الأيام التي نعيش في خضمها أزمات سياسية وحرب شرسة تمارس على أرض فلسطين وأرض جنوبنا الحبيب،

تشتد وتيرة تلك الأزمات بشكل غير مسبوق، إلا أنّ الأمل لا يزال موجودًا وبقوة، وهذا ليس كلامًا يطلق على المنابر لذر الرماد في العيون، لا بل فعلاً، أقول فعلاً، لأن مجرد

 استمرار الجنوبيين بصمودهم ولاسيما على صعيد تعليم أبنائهم والتركيز على بنائهم الفوقي وتربيتهم وحسن تنشئتهم يكون الأمل موجودًا، وإنّ هذه الكوكبة من 

الخريجين هي من سيصنع الأمل والغد في شتى المجالات والتخصصات العلمية،

وقالت: استهليت كلامي بذكر بعض التحديات، لأننا لا نعيش حالة إنكار للواقع، لا بل لأنّ إرادتنا وعلمنا وسعينا وإنجازاتنا وإياكم وأخص أحبائي الخريجين مع زملائهم من 

كافة المؤسسات التعليمية في بلدنا بذلك، ستحول هذه التحديات إلى فرص وابتكارات ونجاحات، ذلك لأن أوقات الشدة تصنع الرجال والنساء الأقوياء، والرجال والنساء 

الأقوياء يصنعون أوقات الرخاء بإذن الله،

واضافت : إنّ حسن تنشئتكم المدرسية والأكاديمية جنيتم ثمارها في نجاح وتفوق خريجيكم على المستوى المدرسي لهذا العام الدراسي بمرحلتيه المتوسطة والثانوية، 

وبعونه تعالى ستجنون الثمار أكثر فأكثر في الامتحانات الرسمية لدفعة خريجيكم التاسعة عشر في المرحلة الثانوية، وصيتكم الذائع في الميدان التربوي خير دليل على 

توخيكم الحفاظ على الشأن التربوي والزاد المعرفي لأبناء المنطقة، إنه قطاف وجنى زرعكم على مدى سنوات أينع مع هذه الكوكبة من الطلاب الذين بهم نفتخر،

وتوجهت الى الطلاب : احبائي الطلاب : من بينكم من سيتابع تحصيله العلمي الأكاديمي للمرحلة الثانوية، أو سيختار مسارًا مهنيًا، ومن بينكم من سيتابع تخصصه 

الجامعي وقد يكون ذلك وفق رغباته التعلمية أو وفق إمكانات ذويه في المؤسسة التعليمية التي سيتجه لمتابعة تعلمه في إطارها، ولكن بشكل عام إحرصوا على أن 

تتوجهوا نحو الخيار الذي يحقق طموحاتكم وتطلعاتكم المستقبلية، وأن يراعي طبيعة سوق العمل في زمننا الحالي، ومراعاة التوجه نحو التخصصات الجديدة التي تحاكي 

متطلبات عروض العمل، ومن المهم أن تعملوا بموازاة ذلك على تطوير مهاراتكم الشخصية، لأنها باتت مطلوبة بنسبة مرتفعة في مؤسسات الأعمال،

واحرصوا على ان توظفوا خبراتكم في المستقبل في بلدكم وبلداتكم، وأن تحافظوا على علاقة الارتباط بأرضنا وثقافتنا وتراثنا وهويتنا، لأننا لا نريد نزفًا للأدمغة وخسارة 

لخريجينا، بل نسعى إلى الاستقطاب الخبراتي الذي سيساهم في نهضة البلاد، والليل ليس بطويل، وسنشهد نحن وإياكم بإذن الله على انبلاج فجر الانتصارات وعودة 

المؤسسات والاستثمارات لأفضل مسار،  

وقالت: ايها الاهل ، هنيئًا لكم نجاح أبنائكم، فلذات أكبادكم، الذين لم تتوانوا عن بذل كل ما أوتيتم من عزم وإمكانات على تسخيرها لأبنائكم، لتمكنوهم تعليميًا، وكان ولا 

يزال لدوركم اللاعب الأساسي في دعم واحتواء الأبناء،  لذلك أوصيكم أبنائي الخريجين أن تكونوا بارين لآبائكم وأوفياء لهم أبدًا،

وقالت: إن تنمية المجتمع تبدأ بالتربية، واستدامة تنمية المجتمع تبنى على قواعد علمية، وباعتراف واضعي خطط التنمية البشرية المستدامة يتبين أنّ  كوكبنا بات بحاجة 

ماسة لاعتماد سياسات تربوية على مستوى كافة دول العالم، تستجيب لتحقيق الأهداف الأساسية التي وردت في تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 

1996، وفي أجندة التنمية 2030، وسأذكر أهم ما يتعلق بخريجينا، عنيت به:

–       تنمية حس الإنتماء للمستقبل واعتماد التخطيط المستقبلي كإستراتيجية حياتية للأفراد والجماعات، لأن التخطيط يساعد طلابنا على تحديد وتحقيق الأهداف.

–        إبراز الأهمية الإستثنائية لعنصر الوقت بإعتباره الرأسمال الأثمن في الوجود بعد الإنسان، وهذا ما يجب حسن استثماره من قبل طلابنا وعدم التلهي 

بالظواهر السلبية السائدة في مجتمعنا كالادمان غير الواعي على الالعاب والمقامرة الالكترونية، التي لا تجلب لهم سوى خسارة الوقت وتصرفهم عن تطوير ذاتهم 

وتجعلهم أشبه بمرضى نفسيين غير قادرين على استشراف المستقبل وكل شيء يقيسونه بالمال.

–       تنمية حس المواطنة الذي يعترف بالآخر وبحق الإختلاف، وهذا ما نحتاجه بشدة في بلد كلبنان.

وختمت : دفعة “جنوب الصمود” التي تضم 138 كوكبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، هم أبناء الأرض التي أنبتت المقاومة والصمود، ونحن جميعًا صامدون في أرض 

جنوبنا حفاظًا على الأرض والانسان والكرامة، ولن يثنينا عن عزمنا لا تهديد ولا تهويل ولا حرب نفسية أو سواها، لأنّ الأمل بغد أفضل هو هدفنا، وستشهد الأيام القادمة 

على ذلك بإذن الله، و أخيرًا بناتي وأبنائي الخريجين، هنيئًا لكم نجاحكم الذي تستحقونه بجدارة، وأتمنى أن أراكم في المستقبل القريب من الخريجين الجامعيين المرموقين 

الذين نباهي بهم وبتميزهم وإبداعاتهم. وأهنىء ذويكم بنجاحكم.

ثم قدم الدكتور حرب وحيدر درعا تقديريا للمحافظ الترك ، ثم جرى نوزيع شهادات تقديرية على الطلاب المكرمين.

شبكة اخبار النبطية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى